الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على النبى المصطفى
هدى الله به فشفى من كان فى الضلالة على شفا
فصلوات ربى وتسليماته عليه وعلى آله وأصحابه أولى الفضل والوفى
أما بعد أحبتى فى الله / أعضاء المنتدى الغالى
هذا الموضوع من أهم الموضوعات والقضايا التى تقابل المسلم دائما فى حياته اليومية
فرجاء القراءة المتأنية والعمل بما في هذا الموضوع فلا حجة لأحد بعد الآن
فالله تعالى يقول : " وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا
أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا " الأحزاب آية رقم 36
***أولا : الأدلة من القرآن الكريم على تحريم الغناء ***:
قال الله تعالى : {وَمِنَ
النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ
بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ} (6) سورة لقمان
قال حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنهما: هو الغناء،
قال مجاهد رحمه الله: اللهو: الطبل (تفسير الطبري)
وقال الحسن البصري رحمه الله: "نزلت هذه الآية في الغناء والمزامير" (تفسير ابن كثير).
وكذلك قال جابر وعكرمة وسعيد بن جبير ومكحول
و ميمون بن مهران و عمرو بن شعيب و علي بن بديمة و غيرهم في تفسير هذه الآية الكريمة.
قال الواحدي رحمه الله: وهذه الآية على هذا التفسير تدل على تحريم الغناء (إغاثة اللهفان).
*** ثانيا : من السنة النبوية *** :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
« ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر و الحرير و الخمر و المعازف، ......»
(رواه البخاري تعليقا برقم 5590، ووصله الطبراني والبيهقي، وراجع السلسلة الصحيحة للألباني 91).
ومعنى يستحلون : أى أنها محرمة وهؤلاء القوم يستحلونها أى يقولون هى حلال ويعتقدون ذلك
*** وإليك أقوال أئمة العلم ***:
قال الإمام عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه: الغناء مبدؤه من الشيطان وعاقبته سخط الرحمن (غذاء الألباب)،
قال القاسم بن محمد رحمه الله: الغناء باطل، والباطل في النار.
وقال الحسن البصري رحمه الله: إن كان في الوليمة لهو –أى غناء و لعب-، فلا دعوة لهم (الجامع للقيرواني).
قال النحاس رحمه الله: هو ممنوع بالكتاب والسنة،
وقال الطبري: وقد أجمع علماء الأمصار على كراهة الغناء، والمنع منه.
و يقول الإمام الأوزاعي رحمه الله: لا تدخل وليمة فيها طبل ومعازف.
*** أقوال الأئمة الأربعة *** :
الإمام أبو حنيفة رحمه الله:
قال ابن القيم رحمه الله في بيان مذهب الإمام أبي حنيفة:
"وقد صرح أصحابه بتحريم سماع الملاهي كلها كالمزمار والدف، حتى الضرب بالقضيب،
وصرحوا بأنه معصية توجب الفسق وترد بها الشهادة،
وأبلغ من ذلك قالوا: إن السماع فسق والتلذذ به كفر،
وورد في ذلك حديث لا يصح رفعه،
قالوا ويجب عليه أن يجتهد في أن لا يسمعه إذا مر به أو كان في جواره" (إغاثة اللهفان)
وروي عن الإمام أبي حنيفة أنه قال: الغناء من أكبر الذنوب التي يجب تركها فورا.
وقد قال الإمام السفاريني في كتابه غذاء الألباب معلقا على مذهب الإمام أبو حنيفة:
"وأما أبوحنيفة فإنه يكره الغناء ويجعله من الذنوب،
وكذلك مذهب أهل الكوفة سفيان وحماد وإبراهيم والشعبي وغيرهم لا اختلاف بينهم في ذلك،
ولا نعلم خلافا بين أهل البصرة في المنع منه".
الإمام مالك رحمه الله :
أما الإمام مالك فإنه نهى عن الغناء و عن استماعه،
وقال رحمه الله عندما سئل عن الغناء و الضرب على المعازف:
"هل من عاقل يقول بأن الغناء حق؟ إنما يفعله عندنا الفساق" (تفسير القرطبي).
والفاسق في حكم الإسلام لا تقبل له شهادة ولا يصلي عليه الأخيار إن مات،
بل يصلي عليه غوغاء الناس وعامتهم.
الامام الشافعى رحمه الله :
قال ابن القيم رحمه الله في بيان مذهب الإمام الشافعي رحمه الله:
"وصرح أصحابه - أى أصحاب الإمام الشافعى - العارفون بمذهبه بتحريمه (أى الغناء)" (إغاثة اللهفان).
وسئل الشافعي رضي الله عنه عن هذا؟
فقال: أول من أحدثه الزنادقة في العراق حتى يلهوا الناس عن الصلاة وعن الذكر (الزواجر عن اقتراف الكبائر).
الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله :
قال ابن القيم رحمه الله: "وأما مذهب الإمام أحمد فقال عبد الله ابنه:
سألت أبي عن الغناء فقال: الغناء ينبت النفاق بالقلب، لا يعجبني،
ثم ذكر قول مالك: إنما يفعله عندنا الفساق" (إغاثة اللهفان).
ونص الإمام أحمد رحمه الله على كسر آلات اللهو كالطنبور وغيره إذا رآها مكشوفة، وأمكنه كسرها (إغاثة اللهفان).
الجمـــــــــع بينهــــــــــــــــــم :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
"مذهب الأئمة الأربعة أن آلات اللهو كلها حرام...
ولم يذكر أحد من أتباع الأئمة في آلات اللهو نزاعا" (المجموع).
*** وإليــــك إجمـــــــــاع أهــــــــــل العلـــم *** :
ولقد نقل الإجماع على حرمة الاستماع إلى الموسيقى والمعازف جمع من العلماء منهم:
الإمام القرطبي وابن الصلاح وابن رجب الحنبلي.
فقال الإمام أبو العباس القرطبي: الغناء ممنوع بالكتاب والسنة
وقال أيضا: "أما المزامير والأوتار والكوبة (الطبل)
فلا يختلف في تحريم استماعها ولم أسمع عن أحد ممن يعتبر قوله من السلف وأئمة الخلف من يبيح ذلك،
وكيف لا يحرم وهو شعار أهل الخمور والفسوق ومهيج الشهوات والفساد والمجون؟
وما كان كذلك لم يشك في تحريمه ولا تفسيق فاعله وتأثيمه" (الزواجر عن اقتراف الكبائر لابن حجر الهيثمي).
وقال ابن الصلاح: الإجماع على تحريمه ولم يثبت عن أحد ممن يعتد بقوله في الإجماع والاختلاف أنه أباح الغناء..
قال الألباني رحمه الله: "اتفقت المذاهب الأربعة على تحريم آلات الطرب كلها" (السلسلة الصحيحة 1/145).
أسأل الله لى ولكم الهداية والتوفيق